ابحاث علمية 2٠17/2٠19
يُعتبر المسبب الثاني للإعاقة بعد حوادث السير عند الشباب
A+
A-
16-02-2020 | 14:30 المصدر: النهار
أظهرت الدراسات أن نسبة الإصابة بمرض #التصلب اللويحي تزيد عند الاتجاه شمالاً بالكرة الأرضية وتنخفض عند الخط الاستوائي نزولاً. وتسجل أعلى نسبة للمرض في إسكندينافيا وشمال كندا التي تصل الى 200-300 حالة من أصل 100 ألف شخص، بينما سجل لبنان 63 حالة في حين تسجل البرازيل 5-10 حالات من أصل 100 ألف.
هذا المرض الذي يُعتبر المسبب الثاني للإعاقة بعد حوادث السير عند الشباب، يفرض على الأطباء والباحثين في المجال الطبي إيجاد علاجات حديثة وأدوية جديدة لإيقاف المرض وحتى الشفاء منه في المستقبل.
منذ فترة، عُقد المؤتمر الخامس لمنظمة البحوث للتصلب اللويحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دبي الذي عرض أحدث البحوث العلمية والعلاجات للمرض.
يستهل رئيس جمعية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعلاج والبحوث في التصلب المتعدد ومدير الأبحاث في مركز التصلب المتعدد - الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور باسم يموت بالتعريف بمرض التصلّب اللويحي بالقول: "هو #مرض مناعي، إذ يحارب الجهاز المناعي في الجسم الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) عوض محاربة الأجسام الغريبة (بكتيريا وفيروسات). ويُعبّر المرض عن نفسه في أكثر من طريقة لكن يبقى أهمها ما يُعرف بالهجمات التي يقوم بها الجسم بين الحين والآخر.
الأمراض المناعية متعددة في الطب، منها الربو حيث يتحرك الجهاز المناعي لمهاجمة الرئة، الروماتيزم الذي يُصيب المفاصل...ويعتبر التصلب اللويحي أحد هذه الأمراض المناعية حيث يؤدي الخلل الى إصابة الدماغ والنخاع الشوكي والجهاز العصبي.
لذلك يساعد التدخل المبكر في الحدّ من تطور المرض وضمان عدم انتقاله الى المرحلة الثانية من التصلب اللويحي.
يُقسّم يمّوت المرض إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: Relapsing progressively: في حال لم يخضع المريض إلى العلاج والتدخل المبكر سينتقل بعد سنوات إلى المرحلة الثانية والأخطر.
المرحلة الثانية: Progressive MS: حيث نشهد تراجعاً مستمراً من دون هجمات، وهذه المرحلة الأصعب من المرض حيث نشهد تطوراً في الإعاقة وصعوبة في العلاجات على عكس المرحلة الأولى التي تكون فيها العلاجات أكثر فعالية.
ويشدد على أن الهدف من العلاجات منع تطور المرض والحدّ من الهجمات وإطالة فترة الانتقال إلى المرحلة الثانية. ويعتبر الـMS المسبب الثاني للإعاقة بعد حوادث السير، والذي قد يُصيب أي منطقة في الجهاز العصبي ومن أهم أعراضه:
* فقدان نظر في إحدى العينين
* ضعف في القدم أو اليد
* أعراض حسية كتنميل القدمين
* عدم توازن
* رؤية مزدوجة
هذه الأعراض تجعلنا نفكر بمرض التصلب اللويحي ويتمّ تشخيصه من خلال إجراء صورة الرنين المغناطيسي وفحص السائل في النخاع الشوكي (يظهر التهابات مناعية في الظهر).
وقد أظهرت الدراسات العالمية والعربية أن 30% من حالات الـMS تُشخّص بطريقة خاطئة (تشخيص بمرض آخر او تشخيص بالـMS وهو لا يعانيه).
يُطلق على مرض التصلب اللويحي مرض الشباب لأنه يُصيب فئة الشباب بين 18 و35 عاماً، لا سيما عند الإناث. وفي لبنان، كشفت دراسة هي الأولى في لبنان حول مرضى الـMS، إصابة 63 من أصل 100 ألف لبناني أي بحدود 2500 مريض. علماً ان الأمراض المناعية تُصيب النساء أكثر من الذكور، وقد يعود السبب الى الهرمونات.
أهم العلاجات
بعد التشخيص وانطلاقاً من الأعراض، يبقى الأهم العلاجات التي تحول دون تطور المرض. اكتُشف الـMS في المرة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر وقد عرّفها الطبيب شاركو.
100 سنة مرّت قبل اكتشاف أول دواء له (Interferon)، وكان ذلك في بداية التسعينات. ومن بعده، شهدنا على ابتكار وإطلاق 14 دواءً جديداً نجحت في تغيير مسار المرض ووقف المرض لسنوات طويلة.
برأي يموت أنه "في الماضي كانت حالة المريض تتراجع في عشر سنوات وتجعله على العكاز ويحتاج الى مساعدة، أما اليوم فنجحت العلاجات الحديثة في إطالة المدة إلى 25-30 عاماً. استطاعت الأدوية في مواجهة الالتهابات في المراحل الأولى، ويبقى الأهم المعالجة في وقت مبكر حتى تعطي نتائج فعالة.
وفق كل الدراسات، 30% من مرضى التصلب اللويحي تحسنت حالتهم كثيراً على الأدوية البسيطة ( first line أو الخط الدفاعي الأول) ولكن هناك 70% من المرضى الذين يعانون من هجمات متكررة، الأمر الذي يتوجب علينا التحرك سريعاً والانتقال إلى الأدوية الأكثر فعالية وقوة للحدّ من تطور المرض".
وأشار إلى أن "الهدف الأساسي من العلاج هو متابعة حثيثة للمريض كل 6 أشهر أو سنة، من خلال الفحص السريري وصورة الرنين المغناطيسي للتأكد من عدم ظهور إصابات جديدة.
أما في حال وجود أي تحرك للمرض أو هجمة جديدة، فنلجأ الى أدوية أقوى للسيطرة على الـMS لسنوات عديدة".
وأكد يموت أن "التصلب اللويحي هو مرض شبيه بالأمراض المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها بل السيطرة عليها والحدّ من تطورها.
لكن هذا لا يلغي سعي الأبحاث الحديثة إلى إيجاد دواء يُشفي من المرض كلياً في المستقبل.
هل هناك انقطاع في أدوية الـMS في ظل هذه الأزمة؟ يوضح يموت أن "هذه الأزمة حالت دون دخول أدوية جديدة وتسجيلها في الضمان لمعالجة المرض، لكن نأمل في حلحلة الموضوع حتى نتمكن من متابعة المريض بأفضل طريقة.
كما نتمنى عدم انقطاع الأدوية في السوق في ظل شح الدولار وعدم الاستيراد".